books

تشريقة بني هلال من المغرب إلى كردفان (1 – 2)

بقلم / محمد علي أحمد عبدالكريم " مهلة

.. الجُنيديون وفَزارة والجُذاميون، وأعراب آخرون؛ ترافقوا وعبروا الصحراء الأفريقية الكبرى إلى بلاد السودان الأوسط والشرقي

مقدمة :

 

تشريقة بني هلال من المغرب إلى كردفان هي جزئية من دراسة منشورة في كتاب: هجرات الهلاليين من جزيرة العرب إلى شمال افريقيا وبلاد السودان، ألفها الأستاذ الراحل؛ إبراهيم إسحاق إبراهيم في العام 1996م. ويقول عن تلك الدراسة ” أنها محاولة تطبيقية لأن يكون التراث الشفاهي مصدرًا للتاريخ، مع الاستعانة بالملاحظات التى يقدمها علم الاجتماع والتراث الشعبي الذي يمثل مخزونا للذكريات المتراكمة التى يرجع إليها السكان المعنيون علي الدوام فيعيدون منها تشكيل رؤيتهم لأنفسهم، خدمة لأهدافهم الجهيرة والدفينة ” ويواصل إسحاق ليقول ” لعل السائد فى الكتابة عن الهلاليين وتراثهم هو : إما الكلام عن أخبار بني هلال، أو الحديث عن السيرة الهلالية .. وبينما ينطبع في الذهن لأول وهلة أن الأخبار تُعني بالتاريخ، وأن السيرة تُعني بالأدب، يحتار المرء في موضوع هذا البحث المتتبع لهجرات الهلاليين من الجزيرة العربية إلى جنوب الصحاري الأفريقية الكبرى في بلاد السودان الأوسط .. وقد ساقتنا هذه الحيرة إلى جلب مقتربات منهج التراث الشفاهي والملاحظات التي يقدمها علم الاجتماع واستنطاق موجودات التراث الشعبي لخدمة التاريخ الاقليمي والقبلي؛ لاجل أن نبني جسرًا معقولا بين التاريخ والأدب، وفى الوقت نفسه أن نخضع التاريخ والأدب معًا لمقتضيات تفكير غير جامد .. فالتاريخ الذي نتقصاه ليس تاريخ الوثائق وحدها، والأدب الذي نستنطقه يتراوح بين المدون الثابت والشفهي المتغير في كل جلسة تأدية ” .. وقد قسم اسحاق؛ هجرات الهلاليين من الجزيرة العربية إلى الصحارى الإفريقية الكبرى وبلاد السودان الأوسط، إلى ثلاث دوائر متداخلة..

• الدائرة الأولي؛ إهتمت بخلفيات الترحال الهلالي من الجزيرة العربية حتي أقاصي المغرب الكبير، وتنحصر هذه المتابعة، في الفصل الأول من الدراسة، وتعتمد مادتها على ما توفره كتب التاريخ الإسلامي حتي العصر المملوكي. ويسرد إسحاق في الباب الأول – تغريبة بني هلال من نجد إلي فاس – ويتناول التاريخ البعيد في بلاد العرب، ومن ثم الإنسياح الكبير إلى المغرب. ويفصل في تغريبتهم البادئة من عام 437 ه / 1045م وبقاء جماعات منهم بصعيد مصر وغربي البحر الأحمر. وتشير التقديرات المتعلقة إلي أن أعداد أفراد هذه الأحلاف الهلالية التي زحفت نحو المغرب، كانت قد بلغت ما بين المائتي ألف ونصف المليون، كذلك يرد القول بأن الفرعين المهمين في تلك الأحلاف القيسية الزاحفة غربا، وهما (سُليم) و(هلال).

• الدائرة الوسطي؛ تناولت مراحل الهجرات الهلالية بالمنظور العام للهلالية، خاصة في وادي النيل وشرقه. وقد اهتم بهذا الجانب الفصل الثاني، فتمت مناقشة المعلومات الشحيحة التى وفرتها كتب التاريخ الإسلامي حتي العصر المملوكي عن حركة القبائل العربية في السودان الشرقي، ثم أهتم الشق الثاني من هذا الفصل بفحص الدلائل الحديثة القائلة بالوجود التاريخي للهلاليين بشرق سودان وداي النيل. وتناول في هذا الفصل انسياب العربان إلى بلاد السودان، والحديث عن قرية (الهلالية) على النيل الأزرق.

• الدائرة الثالثة؛ تتبعت الهجرات إلي بلاد السودان الأوسط. حيث كرس لها الفصلان الثالث والرابع. ويقول إسحاق ” لما كانت مراجع التاريخ الإسلامية حتي عصر المماليك قد توقفت عن مدنا بالمعلومات عن هذه الموجة من الترحال بعد القرن الرابع عشر الميلادي، فقد استقرأت هذه الدراسة (1) ما ورد في كتب المؤرخين المحدثين وملاحظات الرحالة العرب والأوربيين (2) أساليب المتشابهات في تواطؤ أسماء القبائل وفروعها، (3) الدراسات اللغوية والإثنوغرافية؛ حيث تُفسِر ديمومة الظاهرات اللغوية (4) ما يقدمه التراث الشفهي من تصورات الرواة عن أصولهم؛ الذي يجمعه الباحثون من رواة القبائل البدوية العربية، والمستقرين بجوارهم في الحزام السوداني، الواقع جنوبي الصحراء الكبري، من تشاد إلي النيل الأبيض” .

• تشريقة بني هلال: من المغرب إلى كُردفان

 

” عبور الصحراء الأفريقية الكبري، والانسياح الكبير نحو الجنوب الشرقي ”

 

أولا: عبور الصحاري الأفريقية الكبرى

 

يسترسل ابراهيم اسحاق في شرح المنهج الذي اتبعه في الدراسة؛ من كتب المؤرخين والدراسات اللغوية والأثنوغرافية والتراث الشفهي، ويقول: ” أن هذا البحث يسعي للربط بين الأسماء التقليدية للقبائل العربية، ومسمياتها الجديدة في أوطانها الأفريقية، منهجا إستعمله أغلب أصحاب المصادر الإضافية التي عرضاناه، وقد جاراهم البريطاني هارود ماكمايكل، في حقله السوداني، والفرنسي إتش كاربو، في حقله التشادي. ثم سار على إثرهما في الدراسات السودانية عبدالمجيد عابدين، ويوسف فضل، ومصطفى محمد مسعد.” وأن هذا المنهج يعتمد على المتشابهات اللفظية، أو الوصفية، بين مسميات القبائل ومكونات الثقافة القبلية عامة، وبين الماضي والحاضر تارة، وبين المنطقتين اللتين قد تتباعدتا جغرافيا، وإن أمكن قيام جسور تاريخية بينهما.

ويقول إسحاق أن دوافع الانسياح إلي بلاد السودان كانت بالنسبة للعربان المصرية المحدد الأساسي لما صارت إليه أحوالهم فيما بعد. فالذعر الذي أصابهم من المطاردات المملوكية، والقتل الجماعي لفلولهم الهاربة، كما يصفه يوسف فضل نقلا عن المقريزي وابن إياس، كان كافيا لإعطائنا ملمحا مفيدا عن – إعادة تشكيل البناء القبلي للعربان – وفقا لتحالفات جديدة في المواقع التي يجتمع فيها شملهم بأرض الأمان بعيدا عن السيف المملوكي. ويذكر إسحاق؛ أن يوسف فضل لخص سلسلة الكوارث التي حلت بالأعراب المصرية. فالسلطة المملوكية أرادت أن تروضهم وتلزمهم بالاستقرار ومن ثم تغيير نمطهم المعيشي. فلما قاوموا ذلك لجأ المماليك إلي العنف. بل ربما لم يكن أمام العربان عندئذ افضل من الاستفادة من تجارب الجماعات التي سبقتهم إلي بلاد السودان منذ القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، وذلك باطراد الهجرة جنوبا. وزاد هذه الدوافع حدة لجوء المماليك لعناصر بربرية معادية، من أجل إزاحة الأعراب من الصعيد ومزاحمتهم في البوادي والحضر مثل الهوارة. ثم أن سني المجاعات والأوبئة المترادفة منذ عام 725ه / 1324م بمصر العليا، كانت بالنسبة لخروج العربان من الصعيد حافزا ملحاحا آخر لا يقبل التأجيل. ويواصل ابراهيم إسحاق ليقول أن مظهر الفرار العشوائي الذي أرتبط بهجرة الأعراب المصرية إلي السودان، أملي على – تكوينهم القبلي البديل – ببلاد النوبة وإلي الجنوب منها نموذجا جديدا في شكله ومسمياته. ويوضح إسحاق نماذج إعادة صياغة الأنساب العربية؛ القديم منها الذي يرتكز على – العصبية الأصلية – التي تقوم على علاقات القربي والأرحام، و – العصبية الطارئة – التي تقوم على الإستلحاق القبلي بالولاء والجوار والاستعباد. وعلى هدي هذا النموذج يعبر يوسف فضل عما حصل للعربان بعد وصولهم السودان، فالتكوين القبلي عندهم ينفتح ويتوسع بتأثير من أصطناع التحالفات الجديدة، وانضمام أعضاء جدد من قبائل مغايرة لهم، والأخذ باسم قبلي جديد، وأحيانا بمجرد تغيير الأوطان، والنتيجة هي تضخم بعض الأسماء تضخما هائلا، مثلما حدث لجُهينة غرب وادي النيل، وتلاشي أسماء مثل ربيعة وبني جُعد الذين كانوا بالصعيد وشمال السودان، وإستمرار أسماء أخري لمدد أطول، مثلما حصل لفَزَارة كُردفان ودارفور، ولبني هلبا الجذاميين وبني عطية.. وخلُص إسحاق إلى أن الاندماجات القبلية التي صحبت الهجرات العربية إلى بلاد السودان الشرقي والأوسط تشكلت على هياكل بنهج جديد بين جد الفرع القبلي المُستَلحق وبين جد المجموعة الأكبر التي إستلحقتهم، والتوافق على مبدأ قبول التحالف الجديد على أنه واقع قبلي مستجد، له إلتزاماته ومغرياته.

 

عبور الصحراء الكبري:

 

وفي مسألة عبور هؤلاء الأعراب للصحراء الكبري، التي ينبناها ابراهيم اسحاق ويختلف فيها مع كل من يوسف فضل وهارولد مكمايكل وغيرهم ممن إستبعدوا ذلك العبور، ويتفق اسحاق مع عبدالمجيد عابدين ومحمد عوض محمد حول جدوي القول بأن الأعراب سلكوا الدرب الصحرواي المؤدي من شمال افريقية إلى بلاد السودان الأوسط عبر المفازات الليبية والجزائرية قادمين من برقة وفزان وقسطنطينة. ويخلص إسحاق إلى أن التجارة هي التي إتبعت البداوة، وأن الصحراء الكبري على العكس مما يري البعض، كانت وظلت مفتوحة الآفاق لسكانها منذ القدم، ولم تمثل مانعا للهجرات أو الأسفار أو الغزوات عبرها، إلا في مناطق معينة حجرتها أشد الموانع الطبيعية بأسا. فالجرمانتيون الليبيون الذين إنتعشت حضارتهم منذ القرن الثالث قبل الميلاد، عرفوا الطرق المؤدية إلى مناطق السافنا الأفريقية مثل النيجر وتشاد، وكانت لهم طرق عابرة للصحراء الكبري. وأن الجمل الذي دخل إلى افريقية غرب نهر النيل في القرن الخامس قبل الميلاد، إنتشر استعماله تدريجيا لدي القبائل البربرية من لَواتة ومَزانة وهَوارة وطَوارق وغيرها، ثم تفرق به البربر في نواحي الصحراء الكبري بداوة وأسفارا. وأن التبو والقرعان ظلوا – كما يقول هرمان كيز – يحركون قطعانهم بانتظام من مراعي ومساقي مرتفعات التبستي الواقعة بين فزان وتشاد، إلى الواحات الشرقية المتاخمة لحدود مصر والسودان وليبيا، مثل مرتفعات الكفَرة والعُوينات والجِلف الكبير وجبل أَركنو، وذلك منذ عهود قديمة حتي 1939م، ويتخذ المؤرخون ذلك دليلا على أن رعاة البقر القدامي من الذين رسموا المهنّيون للبقارة القُرعان والتَبو في هضبة التبستي، وغيرهم من السلالات المتأخرة ببلاد السودان كالأمبررو من الفُلاني وأعراب البقارة، لأجل هذه المميزات يصف أولئك المؤرخون الواحات الليبية بأنها كانت دائما مناطق تجميع وعبور للأجناس القادمة من كل الجهات.

وعن رتشموند بالمر يأخذ بشير ابراهيم بشير معلومة تقول: إن التبو يحكون فى رواياتهم الشعبية أن هجرة عربية كبري طالعة من فِزان، كانت قد لجأت إلى بلادهم حوالي 148ه / 800م، وأن هؤلاء المهاجرين أسسوا في بلاد التبو مدن جَادو وسيقديم ودَركو وبَلما. ونحن نعرف أن اكتساح الأعراب الهلالية لشمال افريقية في القرن الهجري الخامس / الحادي عشر الميلادي لم ينته عند تونس بل سرعان ما توسعت فروعهم في الديار، خلال القرون الثلاثة التالية التي تدرك أخبارها عصر ابن خلدون. فالقرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي شهد هذه القبائل وهي تتنازع النفوذ بجانب الحكام المحليين من برقة شرقا وعبر طرابلس الغرب والزَاب أو ما يسمي بالمغرب الأوسط، حتي مراكش في المغرب الأقصي.

 

ثانيا: الانسياح الكبير نحو الجنوب الشرقي

 

يتناول اسحاق في هذه الجزئية؛ التشابهات الاسمية بين فروع القبيلة الموزعة بين شمال افريقية وبلاد السودان الأوسط كما وردت في التراث الشفهي، وعلى ملاحظات الرحالة، ودراسات المؤرخين المحدثين، وكل الدلائل من لغات وماديات. وتناول الكاتب عشرة قبائل عربية بدوية من جنوب الصحراء الافريقية الكبري، وهي: العلاونة والمحاميد، وأولاد سليمان، وأولاد على، وأولاد حميد، والشاوية، وبنو عُقبة، وبنو عطية، والمِعقل، وفزارة. حيث يؤكد على وجود العلاقة السلالية بين هذه القبائل، وبين بني هلال وبني سُليم وأحلافهم، الذين عرف بهم ابن خلدون حين ما انطلقوا من مصر الي المغرب، والعلاقة إما علاقة نسب، أو حلف، أو جوار أو مرافقة. فهذه التجمعات القبلية المختارة، لا يزال أغلبها يمارس الترحال الرعوي، وبشكل واضح، شمال جمهورية تشاد ووسطها وفي اقليمي كردفان ودارفور.

 

العلاونة:

توجد العلاونة بطونا في أربع قبائل سودانيو هي؛ المعالية، وبنو هلبا، والكبابيش، وكنانة. وينقل محمد عزة دروزة عن نعوم شقير في كتابه أعراب سينا أن لمَزينة القبيلة المُضرية فرعا في سيناء يسمون العلاونة. وقول ابن خلدون أن لذياب بطنا تمتد ديارهم من برقة وقابس وطرابلس الغرب وفيهم العلاونة. أما في ليبيا الحالية فيوجد ضمن فرع لبيد من بني سُليم يسمي العلاونة ويقيمون شرقي السلوم وفي برقة. وفي الجزائر أن لفرع من بني سليم بأرض الجزائر بطنا يسمون العلاونة.

 

المحاميد:

يوجد المحاميد بشمال افريقية في منطقة عريضة، تمتد من الصحراء الغربية بمصر، وحتي الجزائر غربا، وأيضا يتواجدون في قطاعا عريضا من شمال غرب جمهورية تشاد، وشمال غرب دارفور. ويرجع المحاميد في ليبيا نسبهم إلي بهنهة بن سُليم. وفي الجزائر يشير محمد عزة دروزة على أنهم بطنا من ذياب أحد فروع بني سُليم، ويقول ابن خلدون أنهم يسكنون نفوسة وحرب وقابس. ويشير حسن حسني عبدالوهاب العلامة التونسي مرتين إلي قبيلة المحاميد في عصره بتونس، فأولاهما تدل على وجودهم في طرابلس بلبيا على أنهم فرع من سُليم، والثانية على وجودهم بالجنوب التونسي. ويقول المؤرخ الشعبي التشادي إبراهيم صالح بن يونس الحسيني أن المحاميد بإقليم برنو من شمال تشاد، يطلعون من ذياب من بهثة من سُليم.

 

العطاوة وفروعها:

يسترسل ابراهيم اسحاق في الروايات المتقاربة او المتضاربة عن العطاوة وفروعها وفق ما أورده المؤرخين أمثال مكمايكل وغيره، أو الرواة المحليين بدارفور وبعض المناطق بتشاد. ويتناول ما ورد عن العطاوة كفرعا من التجمع الجهني لغرب النيل الأبيض. ويقول أن البحث عن بني عطية يفرض على الباحث التفتيش عن بني عُقبة. ويتابع مكمايكل أخبار أولاد عقبة في دخولهم لمصر من الجزيرة العربية، وذهابهم حتي طرابلس الغرب، ثم انسياب بعضهم في صفوف الفولاني، وتسلل الآخر منهم في قبيلة أولاد على القاطنين شرق ليبيا. ويجمع مكمايكل شواهد من جي آي والن وآر إف بيرتن تدل على سكني بني عقبة في القرن التاسع عشر بالصحراء السورية، وسيناء، وسواحل خليج العقبة، ويقول انه التقي بهم شخصيا في خليج العقبة عام 1915م. وما ورد عن ابن خلدون الذي يقول عن استقرار بني عطية بالجزائر حول قسطنطينة في القرن الرابع عشر الميلادي. وأن دروزة أخذ عن الناصري في الاستقصاء خبرا عن مهمات تؤديها قبيلتا زرق وأولاد عطية في احداث مراكش عام 1818م. وفي ليبيا أن أولاد مرزوق فرعا من ذياب أحد الفروع الأربعة المكونة لبني سُليم. وأن أولاد مرزوق بالجزائر يمثلون بطنا من هبيب، أحد تقسيمات بني سُليم. ثم نكتشف قبيلة الحَمر الكردفانية لها بطنا يسمي أولاد مرزوق. لقد أخبر الرواة الشفهيون بدارفور الرحالة الألماني جوستاف ناختيقال عام 1874م بأن العطاوة تشمل المسيرية ( بشقيهم: الحُمر والزرق ) والرزيقات، كما وضحوا أن الرزيقات هم المهرية والمحاميد والنوايبة، ومعظم الرواة في دارفور لا يخرجون عن هذا التقسيم إلا فيما ندر. وفي رواية دارفوري ثالث يقول أن السلامات يخرجون من الجد الأكبر وهو الجنيد، فهم وتفريعات أعراب بلاد السودان الأوسط الثلاث: العطاوة والحيماد والرواشد .. أخوان. ويقول المؤرخ التشادي الشعبي ابراهيم صالح بن تونس الحسيني عن أن السلامات هم أولاد سَلام، وأنهم يتركبون من بني هلال، ومن أولاد موسي السَعادنة، وأولاد أم ساعد المعروفين في جمهورية السودان بأولاد ساعد، وأولاد سلام هؤلاء يمثلون فرعا من السَعادي السلميين ويتوزعون بين ليبيا ومصر. وأن طبيعة تكوين السلامات المتعدد الأصول في تشاد ناتج عن الاستلحاق المستمر بينهم لأفراد وعشائر جدد تنضم الي القبيلة. وأن هنالك رواية أخري في دارفور تجزم بأن العطوية في الكبابيش، يخرجون من جنس العطاوة أصل الرزيقات.

… يتبع

مارس 2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى