بحوث ودراسات

مضامين الأمن الإنساني وتحدي الحرب

د. عبدالناصر علي الفكي، أستاذ علم الاجتماع.

المقدمة:

تتناول الورقة مضامين  الأمن الانساني كعملية مطلوبة في المجتمع والدولة، في سبيل توفر طرق لتجاوز مهددات الخوف التاريخي المعطل لإرادة الاستقرار والحرية والكرامة من منظور الإنسان الفرد، متجاوزا  بذلك المفهوم الكلاسيكي (أمن الدولة ).

الذي تمخض كنتاج لتطورات فكرية وسياسية في العالم بعد ضراوة حرب باردة بين المعسكرين  الشرقي والغربي، كان لكل منهما أدواته الفلسفية السياسية، وأسلحته النووية التي رسمت معالم حدود وقيم حتي في الدولة الواحدة؛ لتقسم كوريا الي شمال شيوعي ماركسي وجنوب ليبرالي رأسمالي في أتون مفهوم تقليدي للأمن. وتلك شكلت لحظة قطيعة تاريخية ماضوية ووعي انطلاق جديد تجاه المستقبل الجديد. لذلك جاءت  المقولة الفلسفية (بين الممكن والمستحيل تكمن إرادة الإنسان ).

الحاجه إلى الأمن كد وصراع قديم لإنسان متطور  تارة من أجل الوجود بصراع مع البيئة الطبيعية الموحشة؛ فالأمطار والزلازل والفيضانات والحيوانات الضارية، وكثيرا في ظل نقص الموارد واتجاهات الهيمنة وتسلط الإنسان ضد الإنسان في سبيل الوجود. فالأديان السماوية المختلفة سعت لرسالة توطيد الأمن والسلام  والاطمئنان كضرورة  في المجتمع والإنسان.

كذلك بعض فلاسفة  نظريات العقد الاجتماعي. لكن الواقعية في الكوكبية (العولمة ) التقنية تظل تحكم بالقوة والنفوذ وتتمظهر بازادواجية المعايير والتدخل الأممي في الحكم علي  الأمن الإنساني ومهدداته في إطار الشرعية الدولية.

التساؤل الأساس ينطلق حول مضامين  وجود الأمن الإنساني وتحدي مواجهة مهددات الحرب السودانية التي بدأت في 15 أبريل 2023م بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ؟

وأيضا مضامين الأمن الإنساني  الضرورية  التي يحتاج إليها لتجاوز الخوف والتهديد للمواطن؟ تجتهد الورقة محاولة الإجابة، باستخدم منهج البحث السيولوجي الوصفي التاريخي والتحليل الكيفي.

تنقسم الورقة  الي المحاور الاتية:

المحور الاول: مفهوم الأمن الإنساني في تطورره التاريخي .

المحور الثاني : مضامين (مكونات) الامن الانساني.

المحور الثالث : الحرب السودانية : هل نحن بحاجه الي الامن الانساني؟

خاتمة

 

 

المحور الأول: مفهوم الأمن الإنساني والتطور التاريخي له

من أين جاء المفهوم ؟ التطور الإنسانية نحو الحقوق الاجتماعية والإقتصادية والسياسية والثقافية.

إنتهاء الحرب الباردة ومفاهيم المنتصر -اللبيرالية – نحو نظام سياسي اقتصادي ثقافي ذو قيم رأسمالية مضادة للنظام للاشتراكي. تعاظمت المفاهيم وانتشرت مثل (المجتمع المدني، الامن الانساني، الحقوق الانسان، العولمة، الملكية الفكرية،   الحماية الاجتماعية ، المسؤلية الاجتماعية … الخ  ) .

المفهوم:

مفهوم الأمن الإنساني (جوهره الفرد، إذ يُعني بالتخلص من كافة ما يهدد أمن الأفراد السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي …..الخ ) .

بالتركيز على الإصلاح المؤسسي وذلك بإصلاح المؤسسات الأمنية القائمة، وإنشاء مؤسسات أمنية جديدة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية مع البحث عن سبل تنفيذ ما هو قائم من تعهدات دولية تهدف إلى تحقيق أمن الأفراد، وهو ما لا يمكن تحقيقه بمعزل عن أمن الدول”. يصبح العضو بدلا عن مهدد الي فاعل وحماية ووعي وطنية وانسانية. وهذا لايخلو من دس السم في الدسم من قبل الدول في تقديم المساعدات الإنسانية بغرض هيمنة أو صراع مع آخر في إطار صراع موارد دول العالم الثالث (الحالة الليبية) ازدواج المعايير في كثير من قرارات مجلس الأمن الدولي  في استخدام الفيتو وفقا لمصالح الدولة وليس الامن والسلم الدوليين.

(خديجة عرفه:  2021: شبكة إمارات نيوز)

تجاوز مفهوم الأمن التقليدي لأجهزة الدولة وبالذات الأمنية والعسكرية والمخابرات، التي كانت تحشد وتدرب ضد المواطن في السابق ولازالت بعض الدول علي ذات الطريقة .

والأمن الإنسانى مصطلح جديد يستعمله أصحاب الاختصاص ليدل على كل أبعاد ومتطلبات الإنسان فى كل مجالات الحياة، أى كل ما يحتاجه من أمن على نفسه وماله وأهله ووطنه..، ولذلك تناولت الدراسات المختلفة الأمن على الأرواح والأبدان والصحة، والأمن على الأموال والممتلكات النفس والكرامة، والأمن الغذائى والاقتصادى، الأمن البيئى والبحرى، وأمن الشعوب والطوائف والاقليات، وغير ذلك من مشتملات الامن وتتحدد بحسب التطور العلمي والاجتماعي والحضاري (هند فؤاد ،2020)

 

مدخل حاجات الأمن الإنساني يختلف حسب الوضع ففي  الدول التي تُعانى من النزاعات  والحروب المسلحة، تصبح الأولوية في تلك الحالة للتركيز على البعد السياسي لمفهوم الأمن الإنساني، من خلال العمل على حماية الأفراد من آثار تلك الحروب والنزاعات، بينما في حالات الدول التي تُعانى من أزمات اقتصادية تصبح الأولوية لتحقيق الأمن الاقتصادي للأفراد وتوفير حاجات الانسان؛ من غذاء ومياه صحيه وحاجات ضرورية.

وعلى هذا الأساس، يتضح أن جوهر مفهوم الأمن الإنساني هو الإصلاح المؤسسي وهو ما يُشكل الفرق الجوهري بينه وبين مفهوم حقوق الإنسان.

ومن ثم فإن أبرز خصائص مفهوم الأمن الإنسانى

لأن الأخطار التى يعدها تهديداُ :Universal أنه ذو طابع عالمى شامل

للأمن من السهل انتشارها عالميا.

يسعى لحماية جوانب متعددة من حياة :multidimensional متعدد الأبعاد

البشر والنهوض بها وهذه الأبعاد متكاملة ويتوقف كل منها على ضمان

الآخر

ويهدف إلى تحسين نوعية :”Human-centered” يتمحور حول الإنسان

حياته وضمان أمنه

ويواجه مفهوم الأمن الإنسانى العديد من الانتقادات يمكن إجمالها

فيما يأتى:

– أنه مفهوم نظرى غير قابل للتطبيق عمليًا، وغير قابل للضبط، فوفقا له

يمكن اعتبار أى شىء تهديدًا للأمن وهو ما يجعل إعماله مستحيلاً، لكن

من ناحية أخرى يرى جانب من الفقهاء أنه مفهوم نشأ من عالم الممارسة

السياسية وكانت له منذ نشأته غاية عملية ورؤى استراتيجية

ما هو إلا تكرار لمفاهيم أخرى مستقرة فلا يوجد أى قيمة جديدة يضيفها

إلى مفاهيم القانون الدولى والعلاقات الدولية

يتعارض هذا المفهوم مع مقتضيات المصلحة الوطنية للدول ومن شأنه

( أن يفتح المجال واسعاً لإعطاء مبرر للتدخل الدولى الإنساني

وعليه يمكن القول، إن مفهوم الأمن الإنسانى رغم أنه يرسى دعائمه

يوماً بعد (هند فؤاد ،2020)

المحور الثاني : مضامين (مكونات) الأمن الإنساني

وعلى الرغم من اختلاف التعريفات؛ فإن مفهوم الأمن الإنساني أصبح يرتبط ويتقاطع مع مجالات ذات أبعاد متنوعة تمس الأمن الغذائي، والأمن الصحي، والأمن الاقتصادي، والأمن البيئي، والأمن الشخصي، والأمن السياسي، والأمن الثقافي، والأمن المعرفي، والأمن الاجتماعي.

 الأمن الاقتصادي:

الوفاء احتياجات الفرد وضمان الحد من الدخل لكل فرد بما يضمن العيش الكريم والرفاه الاجتماعي

الأمن الثقافي:  الحق في التعبير والحماية للخصوصية الثقافية في اطار احترام متبادل في اطار الدولة .

الأمن السياسي: 

إلى الحفاظ على استقرار النظام السياسي والحكومة وضمان عدم وجود تهديدات داخلية أو خارجية تهدد استقرار الدولة. يتضمن الأمن السياسي تحقيق الاستقرار السياسي، وحماية الدولة من التهديدات الأمنية والإرهابية، والحفاظ على هياكل الحكم واحترام الدستور وسيادة القانون ، وهو وجود الأفراد فى مجتمع يحترم حقوقهم الإنسانية الأساسية تتوفر في الحماية بكافة صورها .

الأمن الشخصي : وهو معنى بحماية الأفراد من العنف الجسدى ومن الجرائم  العنيفة بكافة صورها وحقوقه المختلفة .

الأمن  الاجتماعي:

يشير الأمن الاجتماعي إلى الحفاظ على الاستقرار والسلام في المجتمع وتلبية احتياجات الفرد والمجتمع ككل. يتعلق الأمن الاجتماعي بتوفير فرص العمل، وتوفير الرعاية الصحية، وضمان الحماية الاجتماعية، وتعزيز المساواة والعدالة الاجتماعية.

الأمن الصحي:

النظام الصحي في السودان هشّ، إذ أن المؤشرات الصحية منخفضة باستمرار والتفاوتات هائلة بين المناطق الحضرية والريفية وبين الأغنياء والفقراء(اليونسيف) قبل الحرب .

يهدف الأمن الصحي إلى تأمين الحماية من الأمراض، وضمان نظام رعاية صحية فاعلة، في الوضع العام . لذلك تشكل الحرب عبء كبير علي المؤسسات الصحية

ولأكثر من 14 شهر توقفت خدمات نقل النفايات من الأحياء السكنية جراء الأوضاع الأمنية مما ينذر بكارثة بيئية خاصة في ظل الحديث عن وجود نفايات عضوية قد تتسبب بشكل مباشر في توالد ناقلات الأمراض الأمر الذي يضاعف خطر انتشار الأمراض الوبائية..

كما حذر مختصون من كارثة صحية وبيئية كبيرة بسبب الجثامين المتحللة التي ظلت لأيام طويلة في بعض الطرقات العامة في وسط الخرطوم قبل أن تتمكن فرق الهلال الأحمر السوداني واللجنة الدولية للصليب   الأحمر وغيرها من المنظمات الطوعية من دفن بعضها . www.skynewsarabia.com/middle-east/

من الإشكالات البيئية الكبيرة التي تفرزها الحروب، بقاء الجثامين في العراء دون دفن. مما يؤدي إلى تلوث بيئي يقود إلى انتشار الأمراض والأوبئة، إضافة لمخاطر المعادن الثقيلة كالرصاص، مما يتسبب في التسمم والأمراض. وكذلك المتفجرات المتوقعة من المخلفات وبقايا الأسلحة.

إن تلوث البيئة نتيجة لمخلفات الحرب. يسبب انتقال العدوى خلال فترة الحرب نسبة لمصادر عديدة ، منها انتشار تحلل الجثث في الشوارع، والذي يتسبب في بعض الأمراض الخطيرة، بينها (الطاعون، والسعر والكوليرا)، بجانب الأمراض المرتبطة بالتلوث البايولوجي.

أن الرصاص المستخدم بكميات كبيرة للغاية، يتغلغل في الهواء والتربة والمياه، وهو  يتسبب في أمراض السرطانات، وتحجر الرئة، وأمراض الكلى وأدي تعطل خدمة الصرف الصحي – وهو مصدر لتلوث المياه – بجانب تعطل خدمة جمع النفايات وحرقها، مما زاد من نواقل الأمراض وانتشارها، بجانب تفشي أمراض السعر الذي تسببه الكلاب والقطط والفئران. أن انتشار تلك الأمراض ضمن (إفرازات الحرب)،جراء التلوث في البيئة في مدن الحرب . https://rhinosd.net/?p=3223(

يقول الأمين العام لمجلس البيئة الحكومي بشرى حامد إن الغازات المنبعثة من حرق المواد البترولية ومخازن المبيدات الزراعية ومخازن الأسلحة والمواد البلاستيكية، قادت إلى ازدياد تلوث الهواء أكثر من الحد المسموح به، ما يُشكل خطراً كبيراً جداً على الإنسان.

إن قُدّر لك أن تتجول في الخرطوم اليوم، فلن ترى إلا الجثث المتحللة والأشلاء والسيارات والآليات المحترقة.

ويشير إلى أن الغازات ينبغي أن تنبعث وفق نسب محددة، فإذا ازدادت غازات مثل أكسيد الرصاص والنيتروجين والكبريت والكربون عن الحد الأدنى تُسبب أمراضاً قاتلة..

أن تلوث البيئة يتفاقم في ظل عدم وجود رقابة بيئية وصحية، وعدم توفر منظومة علاجية متطورة يمكن أن تقلل من مخاطر تلوث مياه الشرب والري والغذاء.

ويُعاني القطاع الطبي في السودان أساساً من تحديات عديدة بسبب ضعف التمويل الحكومي لعقود، لكن هذه التحديات تحولت لمخاوف من انهياره بسبب تعطل عمل 66% من المستشفيات في مناطق القتال، بسبب القصف والاحتلال والنقص الحاد في الكوادر الطبية والأدوية والمعينات. ويعمل أطباء متطوعون على تقديم خدمات طبية في مراكز أحياء العاصمة الخرطوم الطرفية، بالتعاون مع ناشطين يجمعون التبرعات لصالح تسيير هذه المراكز.

موقع رصيف الالكتروني) https://raseef22.net/article/1094180(

وتطرق الخبير البيئي بروفسسير طلعت دفع الله،  إلى التدمير الذي طال المستشفيات المحتوية على العينات المعملية والمواد الخطرة والآثار الوخيمة المترتبة على ذلك، علاوة على تدمير التصريف الصحي بجانب تسرب الإشعاعات التي قال إنها لم تحصر بعد لعدم وجود الأجهزة والكوادر المدربة، لافتا إلى أن انقطاع الكهرباء والمياه تسبب كذلك في تلوث كبير أصاب  حتى الأغذية. www.aljazeera.net/politics/2024/3/25(

ما يزيد  على الـ 15 ألف قتيل وأكثر من 10 مليون نازح فى داخل وخارج السودان، الحرب فى السودان عامها الأول، التي اندلعت فى منتصف أبريل 2023، خلف مأساة إنسانية، دمار فى مختلف الولايات حتى التي كانت فى منأى فى البداية عن الاشتباكات، أوبئة وجوع يحاصر الملايين.

وأدت الحرب لتدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل كبير في بلد كان يعاني أصلا من أزمة اقتصادية طاحنة، حيث حذرت منظمة إنقاذ الطفولة، من أن نحو 230 ألف طفل وامرأة (بينهن حوامل) مهددون بالموت بسبب الجوع ما لم يتم توفير التمويل العاجل، لإنقاذ الحياة. ويعاني أكثر من 2.9 مليون طفل في السودان من سوء التغذية الحاد، حسب تقرير مشترك للأمم المتحدة ووزارة الصحة السودانية ومنظمات أخرى غير حكومية.

ويحتمل أن يعاني أكثر من 100 ألف طفل من مضاعفات طبية مثل الجفاف وانخفاض حرارة الجسم ونقص السكر في الدم، الأمر الذي يتطلب رعاية مكثفة ومتخصصة في المستشفى للبقاء على قيد الحياة. وتوقعت منظمة إنفاذ الطفولة أن يموت في الأشهر المقبلة حوالي 222 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد وأكثر من 7 ألاف أم (ولدن حديثا)، إذا لم تتم تلبية احتياجاتهم الغذائية والصحية، موضحة أن هذه التوقعات تستند إلى مستويات التمويل الحالية لبرنامج التغذية الطارئة في السودان، والذي يغطي في الوقت الحالي 5.5٪ فقط من إجمالي الاحتياجات في البلاد، مقابل 23٪ العام الماضي.

وفى داخل السودان أطلق مسؤول في ولاية غرب كردفان تحذيرات من احتمال وقوع مجاعة اثر تزايد أعداد النازحين جراء الاشتباكات الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة بابنوسة، والنقص الحاد في المعينات الغذائية.

بينما حذر برنامج الأغذية العالمي من أن الحرب الدائرة في السودان  “قد تخلف أكبر أزمة جوع فى العالم”

كما ذكر برنامج الأغذية أن كثيرا من العائلات اضطرت إلى شرب مياه المستنقعات، ونحو 18 مليون شخص فى أنحاء السودان يواجهون حاليا الجوع الحاد.

بينما أعلنت الحكومة السودانية أن عدد النازحين فى 9 ولايات بلغ اكثر من ١١مليون نازحا يتواجدون فى 67 محلية، وفر نحو 8.1 ملايين شخص من منازلهم فى السودان، ويشمل ذلك حوالى 6.3 ملايين داخل السودان و1.8 مليون فروا إلى خارج البلاد، حسب بيان المكتب الأممى

وكشفت منظمة الصحة العالمية عن كارثة إنسانية وأن حوالى ثلاثة أرباع المستشفيات لا تعمل، بينما قال القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية بالسودان بيتر جراف أن الوضع فى السودان يعد بمثابة عاصفة كاملة، حيث أنه يعانى من تردى النظام الصحى، بجانب انهيار برنامج تحصين الأطفال وانتشار الأمراض المعدية. بينما تم الكَشفَ ، عن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا، رغم تنفيذ حملات التطعيم فى بعض الولايات، وأضاف فى مقابلة مع صحيفة سودان تربيون، أن “السودان سجّل 10 آلاف و800 إصابة بالكوليرا، وفقَاً لآخر تقرير عن الوضع الوبائى فى 12 ولاية، وبلغت إصابات حمى الضنك 7.500 حالة فى 11 من أصل 18 ولاية. (موقع صحيفة اليوم السابع : 2مايو 2024م)

الأمن  البيئي:

أحدثت الحرب أضرار كبيرة على البيئة في السودان بسبب الحرب، وبسببها حدث تدهور بيئي بشكل ملحوظ على  الغطاء النباتي والشجري بعد إنعدام غاز الطبخ والفخم في كل ولايات الحرب. وبالإضافة إلى الحرائق نتاج للقصف بالطائرات والأسلحة المختلفة. وكذلك جفاف كثير من الأشجار  المنزلية أو في الحدائق العامة أو الغابات المحمية ك(السنط) مما سبب تدهور بيئي نسبة للعطش وعدم الري . شكل الصراع الحالي بين قوات الدعم السريع والجيش أحد العناصر المحورية السياسية الهامة في القارة الإفريقية حيث يمزق النزاع أوصال البلاد.

ومنذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل تعرضت الطرق و واسعة كما توقفت أعمال الصيانة والإصلاحات بشكل كامل بسبب الأوضاع الأمنية التي علقت أكثر من 70 بالمئة من الأنشطة المدنية وأدت إلى نزوح آلاف العمال والموظفين من العاصمة إلى مناطق اخرى أقل خطورة. وإضافة إلى مخاوف الخريف، يتزايد القلق أيضا من أن يؤدي غياب الاستعدادات إلى مفاقمة خطر الفيضانات ال التي قتلت خلال الأعوام الأربع الماضية أكثر من ألفي شخص ودمرت   آلاف المساكن والمدارس والمنشآت العامة.

) www.skynewsarabia.com/middle-east/(

مخلفًا وراءه دمارًا واسع النطاق ليس فقط في البنية التحتية، ولكن أيضًا في النسيج الاجتماعي والبيئي للسودان. هذا الصراع العنيف ينذر بتداعيات ممتدة على المجتمع والبيئة، حيث يؤدي إلى تفاقم مشكلات مثل إزالة الغابات، تدهور جودة المياه، وفقدان التنوع البيولوجي، مما يضع ضغوطًا إضافية على الموارد الطبيعية والبشرية الهشة في البلاد (امجد شرف الدين : موقع سودانايل 2024)

سحب الغازات المنبعثة من حرق المواد البترولية ومخازن المبيدات الزراعية ومخازن الأسلحة والمواد البلاستيكية.

تلوث المياه الانهار ومحطات كثير محطات التنقية بسبب عدم القدرة علي التشغيل أو الاستهداف والتدمير بما قلل وبل أنقص من فرص نصيب الفرد من المياه الصحيه النقية، والتي أهم مصدر للصحه والامن الانساني .  والعكس التلوث هو  الامراض . كذلك ركام والناقلات والمركبات العسكرية، ومخلفات الاسلحة والمتفجرات والفوارغ العسكريةبما يشكل خطر على أمن وسلامة الانسان.

أستمرار تلوث الهواء  والأدخنة والغازات المتسربه من المصانع  والمنازل والآليات المحترقة فى مناطق الصراع ، ويعد تالوث  واحدا من أخطر تهديدات تلوث البيئة بما يشكله من خطر علي الإنسان والحيوان والتربة والمناخ . وهو مايشكل خطر سيستمر طولا ويهدد المستقبل الأجيال القادمة. ويحتاج مجهود كبير شعبي ورسمي من أجل استعادة البيئة الصحية الملائمة، وذلك من خلال الاستفادة من تجار الحروب وآثارها علي البيئة وكيفية النهوض والتنمية المستدامة.

 

 

 

الخاتمة :

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن الصراع العنيف في السودان أدى لتفاقم    الفجوة الغذائية وسوء التغذية، ووضع 5 ملايين شخص على بُعد خطوة واحدة من المجاعة، وجعل 18 مليونا يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

كما يوجد 2 مليون لاجئ في دول الجوار بعضهم يعاني و8 مليون نازح؛  وهو أكبر معدلات حراك في العالم . استهداف العاملين في الاغاثة والاعلاميين والمحامين والأطباء والسياسيين والنشطاء ولجان المقاومة .

إن إرتفاع أصوات خطاب الكراهية وتحشيد والتحشيد القائم عليه عند كل طرف، يجعل من خطاب الكراهية أحد تحديات الأمن الإنساني.

(إنهاء الحر ب)

مايمكن عمله للوصول إلى الأمن الإساني وماهي الأولويات؟ في ظل  حرب السودان التي  تتسع وتدمر كل مايقف في طريقها ، وبل تتمد بشكل إثني، وهو فعل سابق مهدت منه الحرب في دارفور  بين المكونات؛ وحشد القبيلة لتصبح هدف في حد ذاتها، إلى أن وصل الأمر إلى  استهداف من طرفي الحرب للحواضن الاجتماعية بالطيؤران. ليس هناك برئ في الحرب الكل عدو ويوجب التعامل معه بثقافة الحرب، وكذلك بأساليب مدمرة جديدة ومتجددة كالـ(المسيرات).

بغض النظر عن موقف الإنسان فهو مدان  بحكم البيولوجيا والهوية ويستحق كما العسكر المشارك في الحرب، ويلغي لديه  حق الاختيار والموضوعية ويحاسب بالشكل وليس المضمون والمحتوى يرتد الأمر  إلى درك المسؤلية الجماعية للفرد و الفعل، وتلغى الاختيارية والتحديد للشخصية.

وهذا مايهدد ويدمر التعايش الاجتماعي والسلم والأمن الانساني في الحق المواطنة والسلام الاجتماعي بين المواطنين ويقعد عوامل النهضة والتنمية المستدامة .

إذا مافشلت في تغيير  الفعل (الحرب) علينا أن نتدخل في شروط تعديل الفعل (حياة في الحرب).

الوعي الموقفي القيمي الأخلاقي بضرورة  حق الأمن الإنساني في حياة الفرد والكرامة

لكل منا موقف داعم ومساند لأحد أطراف الحرب، الصوت من خلال الجماعة المساندة بضرورة  توفر حد أدني للإنسان مهمة صعبة وليست مستحيلة. وتشكل أداة فعالة للأمن الإنساني ومع الوقت تشكل ضغط وجماعة ضغط عقلاني وليس عاطفي. معاندة العنف اللفظي في الوسائط الاجتماعية في كراهية الآخر والإيذاء والاستحقار والاستعلاء.

التشبيك بين المؤسسات التطوعية والقاعدية والسياسية والمدنية في العمل الانساني تجاه الانسان فقط وتجاوز المواقف السياسية المسبقة والاختلاف دعونا نحاول لصالح الانسان السوداني الخاسر الاوحد  والاكبر من الحرب . www.skynewsarabia.com/middle-east/(

بسط عمليات التعاون والاتفاق التفاعل الاجتماعي بين الشعب في الحق المتساوي في المساعدات الإنسانية والحق في العلاج والسكن والحماية .

نعلي من مقولة ميدان الحرب الأماكن العسكرية والوحدات المشاركة للحرب  يقتصر علي تلك الجغرافيا وليست تشمل  أماكن تواجد المدنيين والأسواق والمستشفيات ومراكز الإيواء والمساكن . (بالقصف والمسيرات والقذائف ).

وهذا يعني النضال المدني :

ضرورة إنفاذ ونشر ثقافة الحرب النظيفة بين طرفي النزاع : التعامل مع الأسري والجرحي وتوفير الخدمات في مناطق ومدن الحرب. (حقوق الاساسية للانسان في الحماية والعيش ) وهذا جهد القوي المدنية والسياسية والتطوعية .

توطيد مفاهيم الاختلاف السلمي بادارة محلية مناطق سيطرة   طرفي  الحرب : العمل التطوعي والإنساني في تلك المناطق ليست جريمة وتخوين وتخزيل وإنما واجب وطني وانساني وديني يقدم للمحتاجين ويشبع الحاجات الاساسية للمواطن.

الأولوية والغاية الآن حفاظ علي وجود الانسان  أمن  لايعاني من الخوف  وتوفير مقومات الرعاية الصحية والغذاء والامن الشخصي في مكان تواجده .

الحماية والحماية مقصدنا الأهم: ضد  الاستهداف الإثني علي الهوية والتعذيب والقتل الممنهج،  والسلب وقهر أطفال الحرب الانتهاكات للأطفال والنساء الطرد والتشريد من مراكز دور الإيواء. والحماية الاجتماعية في مساعدة اليتامي وضحايا الحرب ذو الاعاقة الجزئية والكاملة والمعاشيين.

تجاوز الخلاف والاختلاف السياسي باتفاق يحفظ الأمن الإنساني بين مكونات المدنيين السياسيين وضمان

الحماية  للمدنيين والحفاظ علي الحقوق ضد الانتهاكات .

المراجع :

1 -موقع صحيفة اليوم السابع : 2مايو 2024م

2-هند فؤاد ،2020

3-  خديجة عرفه : مفهوم وقضايا  الامن الانساني وتحديات الاصلاح في القرن الواحد وعشرين ، شبكة إمارات نيوز – قسم الدراسات –

http://www.emasc.com/content.asp?ContentId=2630

موقع رصيف الالكتروني https://raseef22.net/article/1094180

https://rhinosd.net/?p=3223

www.aljazeera.net/politics/2024/3/25

www.skynewsarabia.com/middle-east/

 

 

دعبدالناصر علي الفكي

استاذ علم الاجتماع – مدير مركز تنمية التعايش والسلم الاجتماعي

00256745370411

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى