كتب

كتاب فتح دارفور ونبذة من تاريخ سلطانها علي دينار

عرض وتلخيص: علي جاد الله

كتاب فتح دارفور

ونبذة من تاريخ سلطانها علي دينار

للكاتب البيكباشي حسن قنديل

طبع على نفقه الامير عمر طوسون سنة 1356ه- 1937م

عرض وتلخيص: علي جاد الله

يبدأ الكتاب بتصدير كلمة الأمير عمر طوسون الذي طبع الكتاب على نفقته. ويقول أن فكرة الكتاب جاءت بعد زيارته لحسن افندي قنديل في الاسكندرية الذي كان يعمل فيها وقتها رئيس قلم الجوازات في مياء الاسكندرية. كان الكاتب ضابطا في تجريدة عام 1916م، التي أصدر أمر تحريكها عندما شق السلطان علي دينار عصا الطاعة وانضم للحلفاء ورفض دفع الجزية. ولذلك تم تكوين تجريدة لا خضاع علي دينار وضم ما تبقى من الاراضي إلى الحكومة الانجليزية المصرية.

صدر أمر التجريدة من قبل السردار في 10 فبراير 1916م، بتكوين وحدات سريعة الانتقال وتتحمل هجير الصحراء وتتوجة إلى السلطان علي دينار لتجريده من سلطته وضم الإقليم لامتناعه عن دفع الجزية السنوية وانضمامه للخلفاء.

كان من ضمن الوحدات العسكرية التي تشكلت بطارية المكسيم الجمالي السريعة.

تحرك الحملة:

بعد التمرين اللازم صدر أمر تحرك القوة من الخرطوم بحري يوم 27 فبراير 1916م، بالقطار الساعه 9:00 صباحا متوجها إلى الأبيض. كان الضباط الذين اختيرو من سلاح الطوبجية للبطارية المذكورة هم:

اليوزباشي علي إسلام افندي قومندان هذه البطارية.

الملازم أول حسن افندي حسن الزيدي قائد 1 جي.

الملازم اول حسن افندي حلمي قائد 2 جي.

الملازم حسن قنديل افندي قائد 3 جي.

قوة البطارية:

6 مدفع مكسيم عيار 3 مليمتر؛ 55 صف ضابط وعسكري؛ 87 جملا؛ 11 بكباشي إنجليزي؛1 يوزباشي؛ 3 ملازمون.

الوصول إلى الأبيض:

وصلت القوة الى الأبيض يوم 29 فبراير الساعة 9:00 صباحا، على متن القطار بعد يومين من التحرك.

التحرك من الأبيض:

تحركت القوة من الأبيض يوم 27 فبراير أي يوم الوصول نفسه بعد الظهر وواصلت القوة المسير حتى بلده النهود التي وصلتها يوم 7 مارس أي بعد سبعة أيام من السير الشاق.

قيادة القوة:

الأمير ألاي كلي بك Kelly، قمندان عام التجريدة والسواري الراكبة.

لتل بك Little، الرئيس الأول لأركان حرب التجريدة.

الصاغقول أغاس محمود أفندي، حافظ أركان حرب التجريدة.

اسبينيكس Spinks، قمندان طوجية التجريدة.

هادلستون بك Hudleston، قائد عام الهجانة.

كمنس بك، حكيمباشي القوة.

قائمقام هني بك، مدير عام الأشغال العسكرية.

جليز بك Giles، قمندان عموم الحملة 4 بلوكات.

القوة:

2 بلوك راكبة؛ 3 بطارية طوبجية، 1 بطارية مكسيم جمالي، 4 جي أورطة بيادة، 4 بلوكات من 13 أورطة سودانية؛ 2 بلوكات من 14 أورطة؛ 2 إدارة من أورطة العرب الشرقية؛ 5 بلوكات هجانة تحت قيادة هادلستون.

فضلا عن قسم الأشغال العسكرية، ومستشفى ميداني مؤلف من 10 أطباء؛ 42 صف ضابط وعسكري، وقسم المهمات العسكرية مقره النهود.

التحرك من النهود:

تحركت التجريدة من النهود نحو بلدة ود بنده في 16 مارس. ويذكر المؤلف أنه قبل وصول القوة إلى النهود 6 ايام تمرد الملازم عبد الموجود من الهجانة وانضم لجيش علي دينار، بعد أن وجد معاملة سيئة من القمندان ماكلين في النهود.

وصلت القوى إلى ود بندة يوم 19 مارس ثم تحركت منها الى بلده الدم جمد وهي آخر بلده في حدود السودان الانجليزي المصري. وتعتبر بلده الدم جمد الحد الفاصل بين كردفان ودارفور.

وفي بلده الدم جمد وزع مركز رئاسة التجريده منشورا على جميع الوحدات، ونصه:

” أن القصد من تحرك هذه القوة هو ضرب السلطان علي دينار حيث أنه تمرد على الحكومة بامتناعيه عن دفع الضريبة والجزية المعتادة وانضم الى الأعداء الحلفاء مع إنه كان تابعا للحكومة وبلاده جزء متمم للسودان الانجليزي المصري”

التحرك من الدم جمد:

تحركت القوة من الدم جمد ووصلت إلى بلدة أم شنقا يوم 20 مارس، وقبل الوصول بحوالي 6 ساعات ظهرت قوة استطلاع قوامها، فأطلقت عليها قوة التجريدة وابل من الرصاص وسرعان ما تراجعت.

وصلت القوة إلى بلدة أم شنقا في تشكيلة قلعة محمية من جميع الاتجاهات بمدافع المكسيم، لصد أي هجوم مرتقب.

أول معركة:

أول معركة وقعت بعد التحرك من بلدة أم شنقا، نحو بلدة جبل حلة . لم يذكر المؤلف سوى أن التسليح الضعيف لقوة علي دينار سوى تبادل النيران لمدة ساعة لم يوقع خسائر في قوة التجريدة سوى جرح طفيف على ساعد عسكري، بينما أطلقوا وابل من الرصاص على قوة علي دينار التي تراجعت نحو جبل حلة.

التقدم نحو جبل حلة:

وما إن وصلت قوة التجريدة لجبل حلة حتى وجدت النيران مشتعلة في معسكر قوات السلطان، فأخمدوا النيران وعسكروا فيه. ويقول المؤلف أن الأهلي فرحوا بقدومهم بسبب التعسف والظلم الذي وجدوه من جيش السلطان، حسب وصفه. وبعد ذلك، احتلت بعض مدافع الطوبجية الجبل والمواقعة الحكامة فيه. وعند تحرك القوة تركت هذه الأربع مدافع، وتقدمت القوة مسافة ساعة نحو بلدة اللجود التي كانت بها أبار ماء استسقوا منها الجمال والبقال وملئوا أوعية الشراب.

في يوم 23 مارس جاءت إشاراة بواسطة الهيلوجراف بالعودة إلى جبل حلة خشية الهجوم على القوة التي تركوها في جبل حلة لأنها ضعيفة، وفعلا حدثت مناوشة.

صدر أمر من قيادة التجريدة برحيل الأهالي من جبل حلة حتى لا يتحملوا تبعات الهجوم، ورحل أغلبهم إلى بلدة اللجود. وفي يوم 26 مارس، صدر أمر ببقاء بطاريتين مكسيم مع بلوكين من الهجامة وبلوك بيادة راكبة في البقاء في بلدة اللجود والمحافظة على آبار المياه.

تكمن أهمية بلدة أم شنقا في كونها مركزا لتعينان التجريدة والمؤن من النهود، فضلا عن وجود بلوكين من أورطة العرب الشرقية وبلوك هجانة وبطارية مكسيم، وقوة الأشغال، فضلا عن القسم الطبي والبيطري. وكان الحصول فيها على الأبار صعب بسبب قلته وعمق آباره.

وفي 10 مايو وصلت القوة إلى بلدة بروش التي تقع على بعد 15 ميلا غرب جبل حلة فعملوا فيها مسقى للحيوانات. ثم وصلت القوة في 11 مايو إلى بلدة أم كداة. ثم أمرت وحدات بقيادة القائمقام مكاون بك، بالتحرك فوصلت القوة إلى بلدة الأبيض التي تقع على بعد 25 ميل من أم كدادة التي تجمعت فيها جميع الوحدات.

مبارحة الأبيض نحو الفاشر عبر مليط

في يوم 25 مايو تحرك جميع القوة بقيادة الأميرألاي كلي بك Kelly bey قمندان عام التجريدة، فما إن تقدموا قليلا حتى واجهتهم كشافة جيش السلطان التي قتلوا منها إثتين وجرحوا مثلهم، وأسروا 16 جملا.

تحركت القوة يوم 26 مارس نحو مليط التي استغرق الوصول إليها حوالي 10 أيام، مروا بحلل وبوادي عديدة، لم يذكر أنهم واجهوا إي قوة، فقد إلتفوا على الفاشر من شمال.

الوصول إلى مليط

يصف الكاتب أن بلدة مليط فيها الكثير من الحلل وهواءها جميل وفيها الخطرة والليمون، فضلا عن وفرة المياه وقربها ومركب في كل بئر شادوف يستخرج المياه كآلة رافعة، وفيها أصناف من الخضر والبلح. مما أدخل السعادة في نفوس العساكر بعد رحلة السفر الشاقة. وقد غنمت قوة التجريدة ألف جمل وألف رأس من الضأن في بلدة مليط، رغم أنه لم يذكر معركة.

قصف الطائرة لجيش علي دينار

قصفت طائرتين الفاشر بالقنابل على جيش علي دينار الذين وصفهم بالأنصار والمجاهدين، وأن القصف أوقع خسائر كبيرة وأثار الهلع في نفوس أتباعه وحاشيته.

التقدم نحو الفاشر

في صبيحة يوم 21 مايو تحركت القوة نحو الفاشر وتقدمت 18 ميلا وأخذت الترتيبات اللازمة لتشكيل قوة الهجوم على الفاشر. وفي يوم 22 مايو الساعة 11 صباحا، قبل أن تضع القوة رحالها للراحة حتى فاجأهم هجوم على ثلاث محاور من الأمام والجانبين الأيمن والأيسر، وكان معسكر التجريدة في شكل قلعة بدأت صله النيران. ثم صدر أمر بتحريك بطارية مكسيم الجمالي السريعة فقتلت في جيش السلطان. ثم وجهو نحوهم مدافع الفكرز ثم أطلقت بنادق البيادة الراكبة والهجانة الرصاص نحوهم، واستمرت المعركة حتى الساعة الثانية والنصف. يصف الكاتب بأن المعركة كانت شديدة وعظيمة، فقد دافع جيش السلطان دفاعا مستميتا بقيادة قائد جيشه رمضان واد بره. فقد كانت خسارة جيش السلطان تربو على الألف بين قتيل وجريح. أما خسارة جيش التجريدة فكان 9 بين قتيل وجريح.

التقدم نحو الفاشر

قامت آخر قوة للسلطان بهجوم ليلي على قوة التجريدة في الساعة الثالثة صباحا، وبعد تبادل للنيران قصير تراجعت القوة نحو الفاشر.

احتلال الفاشر

في يوم 23 مايو 1916م احتلت قوة التجريدة الفاشر في الساعة 11 صباحا، وكان السلطان علي دينار قد غادرها مع حاشيته.

وبعد دخول الفاشر فتشت المساكن جميعها وتم جمع السلاح الذي كان بيد الأهالي، وكان الكثير منهم يسلم سلاحه طواعية من تلقاء نفسه ويقدم الولاء والطاعة للحكومة.

خاتمة

يذكر المؤلف شروحات لجيش علي دينار وحاشيته وما تركه، وحوارات بينه وبين أخته الميرم تاجا وبعض أمراءه، وكذلك وشعر هجائي بعد هروبه، رأينا لا داعي لذكره. فقط كان اهتمامنا انصب على ذكر الأحداث المهمة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى